همس خاطري المشرف عام
عدد المساهمات : 61 تاريخ التسجيل : 03/05/2011 الموقع : همساتي بالقلب
| موضوع: رد: مدن المغرب الإسلامي الثلاثاء يناير 31, 2012 11:37 am | |
| | |
|
Admin -----------
عدد المساهمات : 73 تاريخ التسجيل : 30/04/2011 الموقع : همس مراهقه
| موضوع: مدن المغرب الإسلامي الثلاثاء يناير 31, 2012 10:56 am | |
| مدن المغرب الإسلامي في الواقع كانت مخازن لبضائع بلاد السودان لإعادة توزيعها في اتجاه صقلية والمشرق الاسلامي من شواطىء إفريقية أو في اتجاه الأندلس وأوروبا من سواحل مضيق جبل طارق.وكانت السلعة الهامة هي بطبيعة الحال ذهب بلاد السودان(6).إن تأثير ذهب السودان قد تجاوز في الواقع التطور العمراني للمدن المغربية خلال أربعة قرون(2_5هـ)(8م_11م) ليؤدي دورا حاسما في نهضة غرب أوروبا وجنوبها فيما بعد. وقد أكدت الدراسات الحديثة* هذا الدور،والتي أقامت الدليل على تأثير ذهب السودان في السياسة النقدية لأوروبا الغربية والجنوبية ،وفي التحول الجذري الذي بدأت تعيشه هذه المنطقة ابتداء من القرن الثالث عشر الميلادي(7).وإذا كان العالم الاسلامي أصبح يشكل وحدة عمرانية واقتصادية خلال القرنين الثالث والرابع الهجري،فإن طرق المواصلات التجارية وشبكة المسالك التجارية فيه تمتد من الجنوبي الغربي من بلاد السودان إلى أوروبا،ومن سواحل إفريقية الشرقية إلى الصين وبلاد الترك،وتمتد كذلك من المغرب إلى المشرق من شواطىء المحيط الأطلسي إلى بغداد وكابول،ومنهما إلى منطقة المحيط الهندي([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].كان المغرب الاسلامي يضم ثلاث مناطق تجارية أساسية وهامة:وهي منطقة إفريقية ومن أبرز مراكزها التجارية القيروان،والمنطقة الثانية وتتصل المسالك التجارية فيها بمدينة تاهرت عاصمة الإمارة الرستمية،وهي مركز تجاري حساس يربط بين مسالك الصحراء وبلاد السودان بالأندلس،وجزر البحرالمتوسط عن طريق ميناء تنس وحلفة وصل هامة في التبادل التجاري بين المغرب والمشرق الإسلامي،أما المنطقة الثالثة وهي منطقة المغرب الأقصى بواجهتيها البحريتين:واجهة المحيط الأطلسي أو بحر الظلمات كما يسميه الجغرافيون العرب القدماء،وواجهة البحرالمتوسط،ويجمع بين هذه المناطق الثلاثة الموقع الجغرافي الذي ينحصر بين واجهتين تجاريتين:الواجهة البحرية والواجهة الصحراوية،وهما واجهتان تقعان ضمن الوحدة العمرانية والاقتصادية للعالم الاسلامي. لقد أدت فترة الصراع المذهبي في بلاد المغرب،التي كانت حركة الخوارج مظهرا من مظاهرها ابتداء من سنة122هـ والذي استمرهذا الصراع حوالي أربعين سنة. أدى إلى توقف المبادلات التجارية بسبب انعدام الأمن عبر المسالك التجارية باعتباره عاملا مهما في النشاط التجاري والتطور العمراني(9).وقداتضحت معالم الخريطة السياسية لبلاد المغرب والأندلس ابتداء من النصف الثاني للقرن الثاني الهجري،فقد أسس الأمويون خلافتهم الجديدة في قرطبة،وأسس بنومدرار المكناسيون عاصمة إمارتهم الصفرية في سجلماسة،والأدراسة أسسوا دولتهم في فاس،وبعدهم بقليل بنورستم عاصمة إمامتهم الإباضية في تاهرت،وبعد أن تأسست هذه الإمارات المغربية،والتي لم تتبع سياسة توسعية لبسط نفوذها السياسي والمذهبي،عرف المغرب الاسلامي فترة استقرار سياسي امتد إلى نهاية القرن الثالث الهجري،وقد ساهم هذا الاستقرار في تطور المسالك التجارية وأمنها،وقد يبدو للوهلة الأولى أن هناك تناقضا بين بروز هذه النظم السياسية المختلفة وبين التطور العمراني والازدهارالاقتصادي،بل حاولت هذه النظم السياسية أن تحقق الأمن للمراكز التجارية وتستغلها إقتصاديا وذلك لتدعيم مركزها السياسي والتجاري،ولعل الأمر الأمر يعود إلى اكتفاء دول المغرب بموارد المسالك التجارية الموجودة داخل نطاق منطقتها الجغرافية ودون محاولة توسيع مجالها على حساب منطقة الدول المجاورة،ويتضح أن للاستقرار السياسي الذي شهده المغرب الإسلامي خلال القرن الثالث الهجري دورا فعالا في النشاط التجاري،وبالتالي الإزدهار العمراني،ولكن يمكن مخالفة الاتجاه الذي يقتصر على هذا الجانب من القضية لتعليل ذلك الازدهار (10). ويبدو أن التحول الذي طرأ على المسلك التجاري القديم الخاص بتجارة الذهب والرقيق بين بلاد السودان والمشرق،وخاصة الطريق التجاري الرابط بين غانة ومصر عن طريق بلاد النوبة بسبب ماكان يمثله من خطر على القوافل وكثرة عواصفه الرملية،أصبح هذا الطريق يمر ببلاد المغرب (11) جاعلا من القيروان وبلاد الجريد ووارجلان،وتاهرت وتلمسان وفاس وسجلماسة مراكز تجارية نشطة تتفرع منها مسالك فرعية،وتجمعت عن طريق التجارة الصحراوية ثروات كبرى من الذهب في مدن المغرب،وأصبح الدينار السجلماسي مثلا عملة قوية تجاوز التعامل بها حدود إمارة بني مدرار وبلغ الأندلس في عهد الخليفة عبدالرحمان الناصر،ومن أهم البضائع التي كانت في قائمة المبادلات التجارية بين المغرب الاسلامي ومراكز التجارة العالمية المتصلة بها في تلك الفترة الحبوب وزيت الزيتون واللحوم والقطن والخشب والملح. والتمور والعسل والسكر والزبدة والمرجان والعنبر والعطور والورق والمنسوجات والصوف والنحاس المصنوع والحديد والشمع والجلود والفرو،ومادة الزئبق التي كانت تستوردها المدن المغربية والتي اشتهرت بثروتها الذهبية من الأندلس لاستخدامها في صناعة الذهب،أما البضاعتان الثمينتان اللتان تكمنان وراء الثروات الكبرى التي تجمعت في مدن تجارية مثل أودغست وسجلماسة وتاهرت فهما الذهب وتجارة الرقيق،وهما محور التبادل التجاري بين المغرب الاسلامي وبلاد السودان،فقد كانت سجلماسة تصدر إلى السودان أنواع التمور والزبيب والنحاس المصنوع ومنسوجات سجلماسة المشهورة. | |
|